ناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” في مقال لها الأزمة السورية، وأشارت إلى أن موسكو وواشنطن أبصرتا تقدما في تسوية النزاع.
جاء في مقال الصحيفة:
نشرت روسيا والولايات المتحدة بيانا مشتركا بشأن التقدم في نظام وقف العمليات العسكرية في سوريا. وجرى في عيد النصر اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، تمت خلاله مناقشة خطوات تسوية الأزمة. وعقب ذلك، أعلن كيري في باريس أن واشنطن وموسكو وطهران مسؤولة عن الهدنة في سوريا. وقريبا سوف تستأنف في جنيف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة. وفي نفس الوقت قد تظهر خلافة أخرى في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
وقد نُشر البيان الروسي–الأمريكي المشترك في يوم الذكرى الـ 71 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى على الموقع الالكتروني للخارجية الروسية. وتضمن إشارة إلى أن الرئيسين المناوبين للمجموعة الدولية لدعم سوريا لاحظا ” تقدما تم التوصل إليه في نظام وقف العمليات العسكرية”، وتحسنا في الأوضاع الإنسانية في البلاد. كما أكد البيان أن الجهود المشتركة المبذولة للبلدين “ساعدت على تخفيض مستوى العنف بدرجة كبيرة في مناطق شمال اللاذقية والغوطة الشرقية”.
ومع ذلك، فإن واشنطن وموسكو تعترفان بأن الهدنة في سوريا تصطدم بمشكلات معينة. لذلك، فقد تعهد الطرفان بالضغط على الأطراف التي وافقت على وقف إطلاق النار، لكي تتحلى بالصبر ولا ترد على الاستفزازات. كما دعا الطرفان الدول كافة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الامتناع عن تمويل “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من المجموعات المتطرفة.
وإضافة لهذا، أكد الطرفان التزامهما بالتسوية السياسية للأزمة، وضرورة استئناف الحوار السوري–السوري برعاية هيئة الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن. كما أشار الوزيران خلال الاتصال الهاتفي إلى “الدور الحاسم للتنسيق بين العسكريين الروس والأمريكيين في إطار مركز العمليات المشترك في جنيف”.
من جانبه، أشار الوزير الروسي إلى ضرورة “قمع محاولات المتطرفين العبور عبر تركيا”، ولا سيما أن واشنطن وعدت في البيان المشترك بتقديم المساعدات اللازمة إلى “الحلفاء الإقليميين” لمنع تغلغل المسلحين والأسلحة والأموال إلى سوريا عبر الحدود. ولعل المقصودة بذلك هي تركيا.
هذا، وقد ناقش كيري خلال وجوده في باريس مع نظيره الفرنسي جان-مارك إيرولت أزمة المهاجرين والوضع في سوريا وأوكرانيا؛ حيث أعلن أن واشنطن وموسكو وطهران سوف تضغط على المعارضة والحكومة في سوريا لتنفيذ شروط نظام وقف إطلاق النار، وقال: “نحن مسؤولون عن التزام المعارضة بالهدنة، وروسيا وإيران تتحملان مسؤولية التزام نظام الأسد بتنفيذ الاتفاق، ولا سيما أن الجانب الروسي وبعد مناقشات مطولة، أوضح أنه موافق على ذلك”.
وبغض النظر عن الجهود التي تبذلها الدول العظمى بشأن تسوية الأزمة السورية، فإن مسألة مدة استمرار الهدنة، وإمكانية استئناف مفاوضات جنيف بين المعارضة والحكومة ستبقيان من دون جواب؛ لأن الجولة الأخيرة للمفاوضات، التي انتهت يوم 25 أبريل/نيسان المنصرم، باءت بالفشل، على الرغم من الآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليها، حسب ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.. لقد تشاجرت الأطراف بدلا من الاتفاق.
من جانبه، يقول رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو: “حتما ستستأنف مفاوضات جنيف لأن الفرصة كبيرة، ومن المحتمل أن تبدأ خلال اليومين المقبلين. وقد أصبح هذا ممكنا بعد ضغط روسيا على الحكومة السورية والولايات المتحدة على مختلف مجموعات المعارضة “المعتدلة”.
وأوضح الخبير أن ذكر كيري لإيران كطرف أساسي في التسوية السورية، ليس أمرا غريبا “لأن إيران فعلا تؤثر بصورة جدية في كل ما يجري في سوريا. لذلك، لا يمكن من دونها تسوية مسألة الهدنة، لأنها تسيطر وتتحكم بمجموعة كبيرة مسلحة تابعة لها كليا. ويبدو أن لدى كيري معلومات يُفهم منها أن إيران ستضغط على هذه المجموعة”.
لكن ما يثير الانتباه هو ما نشرته صحيفة “فيلت” الألمانية عن نية “جبهة النصرة” إنشاء خلافة في سوريا. هذه المجموعة الإرهابية التي ترتبط بـ “القاعدة” قررت أن خلافة واحدة في سوريا غير كافية. وقد أعلن زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري ضرورة إنشاء خلافة جديدة لا تشبه دولة “المرتدين والمتطرفين” (“داعش”).
ويبدو أن “القاعدة” تريد استعادة “مجدها”، وفي جميع الأحوال فإن هذا لن يفيد سوريا بشيء، بل سيزعزع أكثر الأوضاع فيها.